هناك
مزايا كثيرة للانتقال إلى بناية جديدة، وإن كان الأمر لا يخلو من بعض
العيوب أيضا؛ منها مثلا، كما تقول إيميلي ستون، سهولة أن يبدو منزلك كما لو
كان مسرحا لأحد أفلام الخيال العلمي أو حرب النجوم.
كانت ستون، التي تقيم في بناية «وان يورك» التي صممها المهندس المعماري
الشهير إنريكي نورتن في منطقة ترايبيكا، حريصة على الابتعاد تماما عن
الديكورات الجافة أو الباردة، لهذا استعانت بصديقة عمرها كايسا كراوس، وهي
مهندسة ديكور بارعة تجمع في تصميماتها بين البساطة والأناقة، بحيث تضفي
إحساسا بالدفء على المكان دون أن تؤثر على بعده الجمالي.
تقول كراوس إن هذا المزيج ما هو إلا انعكاس لروح ستون نفسها: «فهي تحب الفخامة، ولكن بصورة رزينة ومتوازنة».
تعتبر ستون (42 عاما) نوعا فريدا من أبناء نيويورك. فقد نشأت في منطقة
بروكلين هايتس وتنقلت بين عدد من مجالات العمل. فهي تعمل حاليا مدربة يوجا
بأحد مراكز اليوجا يسمى «زهرة اللوتس الضاحكة» في كل من مانهاتن وسان
فرانسيسكو، إلى جانب عملها محررة للروايات الرومانسية. كما سبق لها أن عملت
لمدة عامين مراسلة تتابع أخبار النجوم والشائعات حولهم على الإنترنت، وعدة
سنوات مدرسة للغة اللاتينية بمدرسة «سانت آن» في بروكلين، حيث حصلت على
ماجستير في الآداب من كلية «هانتر كوليدج». وهي حاليا في المراحل الأولى من
تأليف كتاب عن التجدد الروحي والانفعالي.
ولا تقل سيرة صديقتها كراوس (41 عاما) الذاتية تميزا عنها. فقد ولدت في
السويد حيث درست الهندسة، قبل أن تنتقل إلى نيويورك سنة 1996 لتعمل مدرسة
رقص في سلسلة من صالات الألعاب الرياضية «إيكوينوكس»، قبل أن تفتح شركة
لإنتاج حقائب اليد. بعد ذلك أسست هي وشريكتها في المشروع، تريسي سوير، شركة
التصميمات الخاصة بهما «كراوس + سوير» وذلك سنة 2010، غير أنها ما زالت
تمارس التدريب بأحد الفصول في «إيكوينوكس» على سبيل الهواية.
حينما اشترت ستون الشقة سنة 2008، مقابل نحو 1.3 مليون دولار، كانت
البناية لا تزال تحت الإنشاء، وقبلها كانت تعيش منذ تخرجها من الجامعة مع
رفيقات في سكن بالإيجار يقع فوق مطعم بيتزا بمنطقة كارول غاردنز في بروكلين
لمدة 15 سنة تقريبا. تقول ستون: «كانت شقة من النوع الذي لا تكترث به حتى
لو سكب أحدهم عصير طماطم أحمر فيه. أما الآن، فلا أسمح لأحد بدخول غرفة
نومي ومعه أي مشروب قد يسبب بقعا».
وهذا مفهوم بالطبع، فغرفة نومها عبارة عن مملكة من البياض: فالسجادة
بيضاء، ومقعد القراءة أبيض، وحتى اللوحات بيضاء. إلا أنها أضافت تفاصيل
لمنع الإحساس بالملل مثل النسيج الصوفي للسجادة، التي توجد بها نقوش بارزة
مصنوعة يدويا على شكل أزهار، وكذلك الأضلاع الخشبية الموجودة في اللوح
الخشبي المرتفع في مقدمة السرير.
وتقول إن هذه النوعية من التفاصيل كانت أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتها تستعين بصديقتها كراوس، نظرا للتشابه الكبير في ذوقيهما.
تحتوي الشقة على دقة في التفاصيل تجعلها جديرة بالتدقيق وإمعان النظر
فيها، فبعد أن تقضي عدة دقائق في غرفة النوم، سيلفت نظرك ذلك «المنظر
الطبيعي» الخلاب الموجود على السجادة، كما تسميه ستون، أو الخطوط الرفيعة
الموجودة في قطعة الخشب الحجري التي تستخدم على أنها طاولة جانبية، وتقول
عنها ستون إنها ثقيلة للغاية لدرجة أنك «إذا حاولت أن تدفعها بكل قوتك،
فإنها لن تتزحزح عن مكانها ولو بوصة واحدة».
وباستثناء بعض التغييرات التي أدخلتها كراوس لاحقا على أحد الحمامات،
فقد انتهت من العمل في الشقة منذ عام، لكن ستون استمرت في إضافة بعض
الأشياء أو «العناصر غير المتوقعة» على حد تعبيرها، مثل وضع شمعدانات أثرية
على مائدة الطعام، من أجل إضفاء بعض الحياة على المظهر العام الخالي من أي
جماليات، بعد أخذ رأي مصممة الديكور بالطبع، للتأكد من وجود تناغم وانسجام
بين جميع التفاصيل.
*خدمة «نيويورك تايمز»